د. خالد منتصر: المصري اليوم
24/ 08/ 2010لدينا نحن المسلمين عقدة نقص وإحساس رهيب بالدونية وبأن ديننا الإسلامى يحتاج دائماً وبشكل شبه يومى إلى من يقتنع به من الأوروبيين والأمريكان فيشهر إسلامه، والفرحة العارمة التى تنتابنا حين يشهر مواطن أوروبى أو أمريكى إسلامه لهى دليل على أننا دائماً فى حالة خوف وفزع وانتظار مزمن لتوقيع غربى أو تصريح أمريكى بأن ديننا «كويس»، بدليل من أفلت من قبيلة الدين الآخر ودخل فى ديننا، ونظل أسرى هذا الانتظار، الذى يعنى لنا النصر وننسى أن النصر الحقيقى هو أن نخترع وننجز مثل هؤلاء الذين خرج منهم هذا المنشق عنهم والمنضم حديثاً إلى ديننا معتنقاً عقيدتنا، ونظل نطبل ونزمر ونجره معنا إلى تخلفنا العلمى ليقف معنا فى طابور كسالى العالم ممن لم يمنحوا العالم منذ خمسمائة سنة أى اختراع جديد، وأحياناً يشاركنا من أشهر إسلامه وهاجر إلى بلادنا الميمونة ركوب القوارب فى عرض المحيط للهروب إلى بلاده مرة أخرى والفرار من نعيم أوطاننا المحروسة.
المقلب الذى شربناه نحن المسلمين فى أقطاب الأرض بوكالات أبنائنا ومثقفينا وشبابنا وكهولنا ورجالنا ونسائنا من الكاتب الألمانى «هنريك برودر»، الذى احتفينا به من خلال إعلامنا ومواقعنا على النت وقلنا إنه أشهر إسلامه وقال «لقد تخلصت من الضياع وعرفت الحقيقة وعدت لفطرتى»، وشبه كتابنا ومثقفونا ما قاله برودر بأنه صفعة على وجه الألمان، لأنه كان من أشد المعادين للإسلام ثم أعلن توبته،
ثم سرعان ما ظهرت الحقيقة وبانت ملامح المقلب السخيف الذى شربناه بمزاجنا متعمدين، فالرجل الهر برودر مالوش ذنب، هو مجرد كتب مقالاً ساخراً وبما أننا شعوب لا تفقه قراءة المقال الساخر، لأنه فن يحتاج بعض التفكير وإعمال العقل، وبما أننا نقرأ بتسرع شديد ونقرأ بعين التمنى لا بعين الواقع والحقيقة، لذلك أحياناً يصاب بعضنا بالعمى المؤقت أمام ما نقرأه عكس رغبتنا، فتخيلنا أن الرجل بيتكلم جد وصدقنا!!، وبسرعة الفيمتوثانية أقمنا الليالى الملاح للعم برودر إلى أن تجرعنا مرارة الخيبة والعار من جهلنا المركب وإحساسنا المهين بالنقص المزرى والمهين.
لماذا لا يقيم البوذيون حفلات الزار التى نقيمها لمن يشهر بوذيته؟، ومنهم من هو أشهر من برودر نفسه، بل أشهر من مستشارة ألمانيا، هل تعرفون أن ريتشارد جير وستيفن سيجال وهاريسون فورد، أشهر ممثلى هوليود، اعتنقوا البوذية؟، ماذا فعلت بلاد آسيا التى تعتنق البوذية تجاه هذا الإشهار؟، ماذا فعل البوذيون فى الصين واليابان؟،
هل رقصوا وهللوا وخرجوا فى مظاهرات، أم اعتبروا أن دخول هؤلاء فى البوذية مجرد حرية اعتقاد لأننا لسنا فى حرب قبلية دينية أو مصارعة عقائدية؟!، هل تايجر وود، أشهر لاعب جولف، وأغنى رياضيى العالم عندما تحدث عن اقتناعه بالبوذية منحته الصين جنسيتها أو أغدقت عليه اليابان من ثروتها؟!، إنهم ولثقتهم فى أنفسهم عاملوه معاملة الند لا معاملة العبد.
هناك تعليقان (2):
احتفال المسلمين بدخول شخص إلى ديانتهم هو مثل احتفال العائلة الواحدة برجوع شخص من بلاد بعيدة لينضم إليهم ثانية. وذلك لأن المسلمين يشعرون بأنهم أخوة في جميع أصقاع العالم. والإسلام دين مبني على مبدأ الأخوة والتسامح وليس كالديانة البوذية.
مقال جميل ، شكرا لك لرفعه للتنوير واعمال العقل، ولكن كما يقول المقال نفسه فأن الاخوة المسلمون يقرأون ويفكرون بالتمنى، فها هي مثلا الاخت ربى قعوار التي اعلنت اسلامها قبل خمس سنوات وزمروا وطلبوا لها واستضافوها في القنوات الاسلامية، الان تعلن عودتها الى احضان المسيح المخلص الوحيد الحقيقي، فهل التفت المسلمون الى قراءة عاقلة واعية للاحداث ؟ والتي اظهرتها الاخت ربى قعوار في كلامها ان اسلامها كان لجهل وعودتها للمسيحية كان لانها قرأت وفهمت ؟ المشكلة الاساسية والتي تظهر نفسها ان المسلمون لا يقرأون واذا قرأوا فهم يفهمون بالتمنى . وشكرا لك مرة اخرى
إرسال تعليق