عن القبس الكويتية
منذ فجر السبعينات.. وقضية الحجاب تفرض نفسها على العقل العربي بشكل أحدث تجاذبات وشدا وجدلا لا نزال نخوض فيها إلى يومنا هذا!
وبينما يرى فيه المناصرون تطبيقا للشريعة واتباعا لسنة محمد، صلى الله عليه وسلم، يؤكد الرافضون له أنه زي وشعار تبنته جماعات الإسلام السياسي منذ تفجر «صحوتها» في بداية السبعينات!
إذا كان الحجاب من وجهة نظر المؤيدين له رمزاً للعفة والطهارة، فإن ذلك أمر مردود عليه، وحيث ركز القرآن على أن أول أوامر العفة هي في غض البصر وحفظ الفرج، وكلها أوامر نزلت على الجنسين، حيث قوله تعالى: « قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون» صدق الله العظيم (النور: 30).
وأيضا في قوله تعالى: «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن..» إلى آخر الآية (النور: 31).
آيات الحجاب التي استند إليها المؤيدون هي ما ورد في سورة الأحزاب: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين».
والآية وفقا لاسباب النزول، حيث كانت عادة العربيات آنذاك التغوط في الصحراء، مما كان يعرضهن لاذى بعض الرجال الذين يظنون أنهن جوار، فكان أن شكت النساء الحرائر للنبي، صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآية التي تميز بين الحرائر والجواري لكي يُعرفن فلا يُؤذين!
أما آية الخمار فهي: «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن».(سورة النور: 31).
فقد ورد في بعض التفاسير عن سبب نزول هذه الآية أن النساء في زمن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كن يغطين رؤوسهن بالأخمرة ويسدلنها خلف الظهر، فيبقى النحر والعنق لا ستر لهما!
أما ما ورد في الأحاديث بشأن الحجاب المتعارف عليه اليوم، وهو غطاء الرأس، فقد ورد عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قوله لعائشة: إذا عركت، (بلغت المحيض)، المرأة لم يصلح أن يظهر منها إلا هذا وهذا» واشار النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى وجهه وكفيه».
وهو حديث رواه أبو داود في سننه، ولم يرد لا في صحيح البخاري ولا مسلم ولا في مسند ابن حنبل ولا في سنن النسائي ولا ابن ماجه!
كما أنه كحديث يتعارض مع حديث آخر يقول فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم
«لا تقبل صلاة الحائض (أي البالغ) إلا بخمار».
مما يعني أن المرأة مطالبة بوضع غطاء رأسها وقت الصلاة فقط.
هذا بالإضافة إلى آية القواعد من النساء التي لم تحدد زيا معينا.
«والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم». (النور: 60).
إذن، ووفقا للقرآن الكريم، فإن العفة وغض البصر، وحفظ الفرج، هي مقومات الأخلاق! وكلها أمور خاصة، لا رقيب فيها للإنسان، ذكرا كان أم أنثى، إلا الله جل وعلا!
شخصيا لن أرتدي الحجاب، ولن أكون بذلك خارجة عن الملة، وسأبقى تحت عين الرحمن مسلمة مؤمنة بشريعة الله، فلا اشرك به «ألا تشركوا به شيئا».
وأحسن معاملة والديّ «فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما».. ولا اشهد زورا «فإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى». ولا أبخس الناس حقوقهم «ولا تبخسوا الناس اشياءهم»، وأوفي عملي حقه «وبعهد الله أوفوا».
تلك هي الأخلاق التي وردت في القرآن، من استوفاها وان لم تكن محجبة، فقد حظيت وحظي بغفران الله ورحمته، ومن تجاهلها، وان كانت بحجاب فقد «أنساه الشيطان ذكر ربه» صدق الله العظيم.
سعاد المعجل
suad.almojel@gmail.com
.
منذ فجر السبعينات.. وقضية الحجاب تفرض نفسها على العقل العربي بشكل أحدث تجاذبات وشدا وجدلا لا نزال نخوض فيها إلى يومنا هذا!
وبينما يرى فيه المناصرون تطبيقا للشريعة واتباعا لسنة محمد، صلى الله عليه وسلم، يؤكد الرافضون له أنه زي وشعار تبنته جماعات الإسلام السياسي منذ تفجر «صحوتها» في بداية السبعينات!
إذا كان الحجاب من وجهة نظر المؤيدين له رمزاً للعفة والطهارة، فإن ذلك أمر مردود عليه، وحيث ركز القرآن على أن أول أوامر العفة هي في غض البصر وحفظ الفرج، وكلها أوامر نزلت على الجنسين، حيث قوله تعالى: « قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون» صدق الله العظيم (النور: 30).
وأيضا في قوله تعالى: «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن..» إلى آخر الآية (النور: 31).
آيات الحجاب التي استند إليها المؤيدون هي ما ورد في سورة الأحزاب: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين».
والآية وفقا لاسباب النزول، حيث كانت عادة العربيات آنذاك التغوط في الصحراء، مما كان يعرضهن لاذى بعض الرجال الذين يظنون أنهن جوار، فكان أن شكت النساء الحرائر للنبي، صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآية التي تميز بين الحرائر والجواري لكي يُعرفن فلا يُؤذين!
أما آية الخمار فهي: «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن».(سورة النور: 31).
فقد ورد في بعض التفاسير عن سبب نزول هذه الآية أن النساء في زمن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كن يغطين رؤوسهن بالأخمرة ويسدلنها خلف الظهر، فيبقى النحر والعنق لا ستر لهما!
أما ما ورد في الأحاديث بشأن الحجاب المتعارف عليه اليوم، وهو غطاء الرأس، فقد ورد عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قوله لعائشة: إذا عركت، (بلغت المحيض)، المرأة لم يصلح أن يظهر منها إلا هذا وهذا» واشار النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى وجهه وكفيه».
وهو حديث رواه أبو داود في سننه، ولم يرد لا في صحيح البخاري ولا مسلم ولا في مسند ابن حنبل ولا في سنن النسائي ولا ابن ماجه!
كما أنه كحديث يتعارض مع حديث آخر يقول فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم
«لا تقبل صلاة الحائض (أي البالغ) إلا بخمار».
مما يعني أن المرأة مطالبة بوضع غطاء رأسها وقت الصلاة فقط.
هذا بالإضافة إلى آية القواعد من النساء التي لم تحدد زيا معينا.
«والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم». (النور: 60).
إذن، ووفقا للقرآن الكريم، فإن العفة وغض البصر، وحفظ الفرج، هي مقومات الأخلاق! وكلها أمور خاصة، لا رقيب فيها للإنسان، ذكرا كان أم أنثى، إلا الله جل وعلا!
شخصيا لن أرتدي الحجاب، ولن أكون بذلك خارجة عن الملة، وسأبقى تحت عين الرحمن مسلمة مؤمنة بشريعة الله، فلا اشرك به «ألا تشركوا به شيئا».
وأحسن معاملة والديّ «فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما».. ولا اشهد زورا «فإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى». ولا أبخس الناس حقوقهم «ولا تبخسوا الناس اشياءهم»، وأوفي عملي حقه «وبعهد الله أوفوا».
تلك هي الأخلاق التي وردت في القرآن، من استوفاها وان لم تكن محجبة، فقد حظيت وحظي بغفران الله ورحمته، ومن تجاهلها، وان كانت بحجاب فقد «أنساه الشيطان ذكر ربه» صدق الله العظيم.
سعاد المعجل
suad.almojel@gmail.com
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق