الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

ألهم إني فاطر

الصيام ترف لا يمارسه إلا المترفون، فلا يمكنك أن تصوم إلا إذا كنت متخماً، لنتصور أن نفرض الصيام على جياع إفريقيا والصومال وإثيوبيا، سيصبح الأمر كفراً ها هنا وليس عبادة.
لنقر بأن الصيام يجب ألا يفرض على الفقراء البتة، وأنا واحد منهم، بل يجب موجه نحو الأغنياء والمترفين، فلم أر فقيراً يتحدث أو يتغزل بالصيام أو يستقبل الشهر الفضيل بفرح فكل شهوره هي رمضان برمضان، وأعتقد أن هناك عداوة ما بينه وبين أي نوع من الصوم والقلة والحرمان.
فالمتخمون من أصحاب الكروش المنفوخة، والمؤخرات المتورمة، والخدود المتوردة من كثر ما أكلت من المال الحرام وتبيع الوهم للفقراء الصائمين، يصومون أحياناً كنوع من التطهير وللتكفير عما امتلأت به كروشهم من مال سحت وحرام، وتجارة بلقمة عيش الفقراء، ولإيهام الناس بأنهم سيذهبون هم أيضاً إلى الجنة بعد الممات، برلاغم كل الموبقات التي ارتكبوها في الحياة، وكي يمارسوا ترف الصيام كمغامرة غريبة عن حياتهم وبعيدة عنها.
ومن يحاول أن يغسل ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، وارتكب من الموبقات ما لا كفارة له، يصوم الشهر الفضيل عله سبحانه وتعالى يغفر له.
والسمينات البدينات طيبات الأعطاف متوردات الوجنات اللواتي شبعن مما "لذ" وطاب، وأكثرن من أكل المحاشي، والكوارع، والمقالي والمشاوي و"المغالي" وأتخمن من النشويات، والسكريات، والهايدروكربونات، يصمن الشهر على أمل أن يعدن صغيرات رشيقات محبوبات من الذكور والشبان.

أصحاب مراكز التجميل و"الريجيم" يقنعون الناس الأغنياء، طبعاً، ويحثوهم على الصوم، وارتياد مراكزهم، كي "يلهطوا"ـ و"يلهفوا" منهم ما تيسر يتظاهرون بالصيام كي يأتي الناس إلى مراكزهم ويشتغلون ويكسبون، وليس لوجه الله طبعاً.
اصحاب الفضائيات الذين يسوقون مسلسلات الخزعبلات ويتاجرون بعواطف ومشاعر الناس يروجون للصيام كي يتربحوا من الإعلانات الكثيرة في الشهر الفضيل لسلع إسرائيلية وأمريكية تذهب ريوعها للإمبرياليين الكبار.
والمقيمون والمتعاقدون والعاملون في مشيخات الخليج الفارسي يتظاهرون بالصيام والورع والتقوى، والصيام وقيام الليل، لتجديد عقودهم ونيل رضا مستخدميهم وكفلائهم يصومون الشهر الفضيل، وكنت أرى بعضهم في بارات الخليج بعد انقضاء الشهر الفضيل.
والفقهاء المتكسبون المتاجرون بالأديان والمسترزقون المتعيشون من حكومات الفجور والفساد يصومون ويتحدثون عن بركات وفضائل الشهر الفضيل في الفضائيات.
والسياسيون وزعماء الأحزاب والجماعات الدينية المشعوذون أصحاب العمامات الطامحون للسلطة والزعامة والتسيد لنهب العباد وإرضاء نرجسياتهم أمام الفقراء والسواد الأعظم يتظاهرون بالصيام أمام الجماهير الغفورة كي يدغدغوا عواطف أولئك البسطاء .
الاستشهاديون والانتحاريون والولهانون الراغبون بمعانقة الحور الحسان، والغلمان المرد المخلدين يصومون من أجل الظفر بالسبعين حورية في الجنان.
وعاظ السلاطين الذين يقلبون الحق باطلاً والباطل حقاً، يتظاهرون بالصيام كي يحافظوا على وظائفهم في بلاطات أسيادهم ولاة الأمر.

كتبة وأبواق السلاطين، ورواة "الأحاديث"، والأقاويل، والمعجزات عن ولاة الأمر، العاملون ليلاً نهاراً على تشويه الحقائق وقلب المفاهيم وتسويق الأكاذيب والترهات يصومون الشهر الفضيل، لا لكي يكسبوا بركات ورضا السماء، بل رضا وبركات أرباب المال والثروات المنهوبة من عرق ودماء الفقراء.

لا غرام ولا هوى لي بالحور العين، ولا أفضل تعدد الزوجات وملك الإيمان، وافضل امرأة واحدة فقط، وبما أنني صائم صوماً طبيعياً من يوم يومي، والصيلم ليس للفقراء، وأحس بآلام الجياع وأكتب عنهم، قبل الصيام وفي كل الأشهر، ولم أعرف يوماً التخمة والشبع والبحبوحة، ولأنني لست واحداً من كل هؤلاء المذكورين أعلاه، ولا مصلحة لي بالصيام، ولا أريد الذهاب إلى الجنة ومجاورة الفقهاء وبن لادن ورموز الإرهاب والقتل الكبار الناجين والمبشرين بالجنة، ولا أي من البدو العربان مرة ثانية في الدار الآخرة، أو لي الطاقة على تحمل وجودهم، واقتنعت تماماً بالجحيم الدنيوي الذي أعيش فيه والأبدي باعتباره أفضل من معاشرة هؤلاء، فاللهم اشهد أني فاطر، ولن أصوم الشهر مع أي من هؤلاء.

نضال نعيسة

...

مقلب اسلام برودر و غباء المسلمين ؟

د. خالد منتصر: المصري اليوم
24/ 08/ 2010
لدينا نحن المسلمين عقدة نقص وإحساس رهيب بالدونية وبأن ديننا الإسلامى يحتاج دائماً وبشكل شبه يومى إلى من يقتنع به من الأوروبيين والأمريكان فيشهر إسلامه، والفرحة العارمة التى تنتابنا حين يشهر مواطن أوروبى أو أمريكى إسلامه لهى دليل على أننا دائماً فى حالة خوف وفزع وانتظار مزمن لتوقيع غربى أو تصريح أمريكى بأن ديننا «كويس»، بدليل من أفلت من قبيلة الدين الآخر ودخل فى ديننا، ونظل أسرى هذا الانتظار، الذى يعنى لنا النصر وننسى أن النصر الحقيقى هو أن نخترع وننجز مثل هؤلاء الذين خرج منهم هذا المنشق عنهم والمنضم حديثاً إلى ديننا معتنقاً عقيدتنا، ونظل نطبل ونزمر ونجره معنا إلى تخلفنا العلمى ليقف معنا فى طابور كسالى العالم ممن لم يمنحوا العالم منذ خمسمائة سنة أى اختراع جديد، وأحياناً يشاركنا من أشهر إسلامه وهاجر إلى بلادنا الميمونة ركوب القوارب فى عرض المحيط للهروب إلى بلاده مرة أخرى والفرار من نعيم أوطاننا المحروسة.
المقلب الذى شربناه نحن المسلمين فى أقطاب الأرض بوكالات أبنائنا ومثقفينا وشبابنا وكهولنا ورجالنا ونسائنا من الكاتب الألمانى «هنريك برودر»، الذى احتفينا به من خلال إعلامنا ومواقعنا على النت وقلنا إنه أشهر إسلامه وقال «لقد تخلصت من الضياع وعرفت الحقيقة وعدت لفطرتى»، وشبه كتابنا ومثقفونا ما قاله برودر بأنه صفعة على وجه الألمان، لأنه كان من أشد المعادين للإسلام ثم أعلن توبته،
ثم سرعان ما ظهرت الحقيقة وبانت ملامح المقلب السخيف الذى شربناه بمزاجنا متعمدين، فالرجل الهر برودر مالوش ذنب، هو مجرد كتب مقالاً ساخراً وبما أننا شعوب لا تفقه قراءة المقال الساخر، لأنه فن يحتاج بعض التفكير وإعمال العقل، وبما أننا نقرأ بتسرع شديد ونقرأ بعين التمنى لا بعين الواقع والحقيقة، لذلك أحياناً يصاب بعضنا بالعمى المؤقت أمام ما نقرأه عكس رغبتنا، فتخيلنا أن الرجل بيتكلم جد وصدقنا!!، وبسرعة الفيمتوثانية أقمنا الليالى الملاح للعم برودر إلى أن تجرعنا مرارة الخيبة والعار من جهلنا المركب وإحساسنا المهين بالنقص المزرى والمهين.
لماذا لا يقيم البوذيون حفلات الزار التى نقيمها لمن يشهر بوذيته؟، ومنهم من هو أشهر من برودر نفسه، بل أشهر من مستشارة ألمانيا، هل تعرفون أن ريتشارد جير وستيفن سيجال وهاريسون فورد، أشهر ممثلى هوليود، اعتنقوا البوذية؟، ماذا فعلت بلاد آسيا التى تعتنق البوذية تجاه هذا الإشهار؟، ماذا فعل البوذيون فى الصين واليابان؟،
هل رقصوا وهللوا وخرجوا فى مظاهرات، أم اعتبروا أن دخول هؤلاء فى البوذية مجرد حرية اعتقاد لأننا لسنا فى حرب قبلية دينية أو مصارعة عقائدية؟!، هل تايجر وود، أشهر لاعب جولف، وأغنى رياضيى العالم عندما تحدث عن اقتناعه بالبوذية منحته الصين جنسيتها أو أغدقت عليه اليابان من ثروتها؟!، إنهم ولثقتهم فى أنفسهم عاملوه معاملة الند لا معاملة العبد.