السبت، 27 يونيو 2009

بين لحية سنجر وشعر النائبة الكويتية رولا الدشتي


بقلم اسيل عبد الحميد

عن جريدة القبس الكويتية




بين لحية سنجر وشعر النائبة الكويتية رولا الدشتي






دخل رجل كويتي معرض ماكينات الخياطة «سنجر» الكائن في منطقة شرق، مرتديا دشداشة قصيرة طرفها قريب الى الركبة، ولحيته طويلة تغطي كامل صدره، تبضع من المتجر واشترى ما يريد، وبينما هو خارج، لمح صورة معلقة على الحائط لرجل ذي لحية طويلة تشبه لحيته، سأل البائع عن هويته، فأجابه بانه مخترع ماكينة الخياطة «سنجر»

تأمل الرجل صورته، وبزهو ذكر للبائع محاسن وفضل هذا الرجل المسلم التقي على البشرية، وان النور يشع من وجهه المليء بالايمان، ابتسم البائع واخبره بان اسمه اسحق ميريت سنجر، وهو اميركي يهودي، فانقلب رأي الرجل في السيد سنجر سريعا، وسارع بشتمه ولعنه ونعته بالكافر، وبأنه سيأكل الزقوم حتما، فمصيره نار جهنم.

هذا الرجل وامثاله اصبحوا هم السواد الاعظم في مجتمعنا الكويتي، بل ومجتمعاتنا العربية كلها، فالمظهر واللباس في منظور فكرهم هما فقط ما يحدد مدى تقوى الانسان او صلاحه واستقامته، في عهد من الزمان يكثر فيه المراؤون والمستغلون والمتاجرون والمتخفون بالدين لاسباب دنيوية كثيرة ومتنوعة، من يطيل اللحية هو الاكثر ايمانا بالله، واما المحجبة فهي الاكثر طاعة لله

وعلى هذا الاساس الهش يحددون وجهي الايمان والطاعة، ويوزعون الحسنات والسيئات على خلق الله على كيفهم، كما فعل ذلك المشتري الملتحي مع المخترع الملتحي.

في التجارة، يحرص المتاجرون على تسويق سلعتهم، بدءا من نادل المقهى الى موظفي البنوك والمستثمرين، لذا يكون المظهر مهما وعاملا مساعدا للتسويق، والدين اصبح عند الكثير من افراد مجتمعنا اشبه بالتجارة، يسوقون لانفسهم ـ اجتماعيا وسياسيا ـ من خلال اللباس والمظهر اللذين يوحيان بالالتزام الديني، والفارق انه في التجارة جميعهم يحرصون على التعامل الحسن مع الآخرين، بينما قلة من هؤلاء من يحرص على التعامل الحسن مع الآخر المختلف، في ظل مجتمع افراده غالبا ما يحترمون اركان الدين ولا يحترمون اخلاقه، ويحترمون الحجاب ولا يحترمون العقل الذي تحته، ويحترمون ذكورة الرجل اكثر من عقله، ويحترمون العادات والتقاليد اكثر من الدين نفسه.

للكل الحرية في اختيار المظهر والملبس بما لا يمس الذوق العام في دولة يحكمها الدستور، وعلى الكل ان يعي انه ليس من الضرورة ان يكون مظهر الانسان يشبه باطنه، علينا ان نكون اكثر تقبلا واحتراما وتسامحا، بعضنا مع بعض كمسلمين، ومع الآخر المختلف الذي لا يشبهنا في معتقداتنا وديننا.
***
• انضمام النائبة الفاضلة رولا دشتي كعضو للجنة الظواهر السلبية، بل وكمقررة لها، كان حدثا بلون شعرها الحالك السواد على بعض النواب الاسلاميين، فهي في منظورهم مخالفة للضوابط الشرعية لعدم ارتدائها الحجاب، وعليه قدموا استقالتهم، وبذلك تزعزع الهدف المانع والمموه من تأسيسها، النائبة رولا كانت فعلا نائبة حلت على بعض النواب الاسلاميين، مقيولة.. ما يجيبها الا ستاتها.



http://www.alqabas-kw.com/Article.as...&date=17062009


أسيل عبدالحميد أمين




ليست هناك تعليقات: