الثلاثاء، 6 مايو 2008

موسيقى موزارت تجمع نساء ورجال السعودية تحت قبة واحدة




لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية، يقام فيه حفل موسيقي قد يوصف بالتطور الثوري، ليس لمضمونه الذي يأتي ضمن المحرمات، بل لنجاحه في جمع الذكور والإناث تحت قبة واحدة.

فقد شهدت الرياض الجمعة، حضوراً موسيقياً لافتاً يعود الفضل فيه إلى قدوم رباعي ألماني للعزف الكلاسيكي، لتكون أول فرقة ألمانية تقدم حفلاً عاماً ولأول مرة في المملكة، متحدية العديد من المحرمات والحواجز والفصل بين الجنسين حتى في طوابير الانتظار أمام مطاعم الأكل السريع.

المراقبون لهذا التطور الثوري في مجتمع شديد المحافظة اعتبروا حفل الجمعة الذي جمع النساء والرجال من السعوديين والوافدين تحت قبة واحدة، مؤشر آخر من السلطة على الانفتاح للخارج.

السفير الألماني في المملكة يورغن كريغوف قال "الحفل مؤشر بأن الأمور تتغير بسرعة هنا" مضيفاً أن من الواضح أن الحكومة السعودية قد قررت بأن حداً أدنى من الانفتاح أصبح ضروريا ومهماً لفهم ثقافة الغير.

يُذكر أن العاهل السعودي الملك عبدالله كان قد أطلق قبل عدة أسابيع مبادرة للحوار بين الأديان السماوية بما فيها التوراة، وهي خطوة أيدها علماء المملكة التي تحظر ممارسة أية شعائر دينية أو رموز، ما عدا تلك المرتبطة بالدين الإسلامي.

يُذكر أن السفارة الألمانية في الرياض هي الراعي للحفل الكلاسيكي الذي قدم فيه العازفون مقطوعات للموسيقار العبقري موزار، ضمن الأسبوع الثقافي الألماني في المملكة والذي يحدث لأول مرة.

وبالرغم من أن العديد من السفارات الأجنبية العاملة في المملكة تقوم بين الفينة والأخرى بجلب فرق موسيقية للعزف لكن على أرض السفارات أو في مجمعات إقامة "الوافدين"، غير أن حفل الجمعة هو الأول الذي يقام في مكان عام.

وكانت السفارة الألمانية أعلنت على موقعها توفر بطاقات مجانية يمكن تحميلها من شبكة الإنترنت للراغبين في حضور الحفل.

وقال الملحق الإعلامي في السفارة جورج كلاسمان إن حفل الجمعة الذي قدم عزفاً كلاسيكياً لأعمال موسيقية لموزار وبراهمس وبول جون، هو الأول من نوعه يقدم في مكان عام احتوى أكثر من 500 مقعداً.

وأوضحت السفارة أنها أخذت أذناً من وزارة الإعلام والثقافة السعودية المسؤولة عن إدارة شؤون مركز الملك فهد الثقافي حيث أقيم الحفل.

وكان جدل قد سبق الحفل ويتعلق بهيروكو أتسومي، عازفة البيانو اليابانية السيدة الوحيدة بين الرباعي وما إذا كان عليها ارتداء العباءة السعودية أم لا، لينتهي بها الأمر بارتداء قميص طويل أخضر وبنطال أسود.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس آراء عدد من المواطنين السعوديين والأجانب ممن حضروا الحفل، مؤكدين على أهمية الحدث الثقافي بالإضافة إلى أهمية مشاركة كافة أفراد العائلة بحضوره والاستمتاع به.

هذا وقد غاب عن العيان أي من عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي بمثابة الشرطة الدينية في البلاد .

الوطن

هناك تعليق واحد:

الحكمة ضالة المؤمن يقول...

ابن الحرية
كلامك صحيح بالنسبة للنفتاح حتى انك تستطيع ان تراه في المكتبات والكتب المنشورة هناك