الأربعاء، 8 أبريل 2009

في نظرية المؤامرة التي تسيطر على عقول المسلمين

http://i39.tinypic.com/5jzcb8.jpg

المشكلة ليست فى وجود مؤامرة أميركية صهيونية ضدنا نحن العرب ، بل المشكلة عدم وجود مثل هذه المؤامرة أصلا ! العرب والمسلمون ليسوا بالأهمية التى تجعل أى أحد فى هذا العالم يستيقظ فى الصباح ليقول بم نتآمر عليهم اليوم ، ثم يقضى بقية يومه وكل الأيام مغتاظا يغلى يأكله الحقد وهو يحيك الدسائس ضد ما وصلوا إليه من تقدم وقدرة تقنية واقتصادية وحضارية وعلمية هائلة . لو كان ثمة أحد يتآمر على العرب والمسلمين فهو فى أقصى تقدير شخص واحد فقط ، هو تشارلز داروين .

عدا ذلك فكل يد فى العالم ممتدة لهم لانتشالهم من تخلفهم وفاقتهم ، وهم يعضون تلك الأيادى طوال الوقت . تخيل ماذا سيحدث لو قرر نيتانياهو صباح الغد أن يحزم كل اليهود متاعهم ويعودون لروسيا وپولندا . سيخرج علينا من يقول إنها مؤامرة أكبر ، يريد أن يحرمنا من القشة الوحيدة التى توحدنا كعرب ، وأنها خطة مدبرة لإغراقنا فى مستنقع من الحروب الأهلية يرثون بعدها كل الأرض وحدهم !

باختصار : أنت حين تتعامل مع العقل العربى أو المسلم فأنت تتعامل مع عقل مريض ، تملؤه الوساوس والپارانويا ونزعة تدمير الغير وتدمير الذات ، محدود الأفق وتسيطر عليه الخرافة الدينية
بالكامل ، هذا ناهيك عن الجهل بكل ما يجرى حوله فى الدنيا ، وأهم كل الأشياء والتى تسد الطريق على أى أمل فى العلاج : الغباء المطلق !


-2-
من يعادى المتقدمين لا يمكن أن يكون متقدما . هنا تكمن حكمة الاستسلام ! مشكلة العرب ليست فى الأميين ، المشكلة فى المتعلمين . التعليم يزيدهم جهلا ، ويشحنهم بالعداء ضد التقدم والمتقدمين ، ويكفى وحده ذلك الكم الذى تحفل به كتب التاريخ وما يسمى التربية الوطنية والتربية القومية من مغالطات وتزوير فاضح للحقائق .

-3-

من الأساطير وأيضا من المعايير المزدوجة التى يعج بها العقل العربى بينما لا يكف عن توجيه هذه التهمة للغير ، أننا نتهم إسرائيل العلمانية متعددة الأعراق والأديان بأنها دولة دينية ، وننسى أن الدولة الوحيدة فى كل التاريخ التى تحرم المواطنة أو حتى التعبد ، على غير معتنقى دينها الرسمى ، هى المملكة العربية السعودية !

منقول
-4-

من عادة العرب أن تسمى الشىء بعكسه . مثلا يسمون تحضر وانفتاح وحراك مكة الغناء الزاهرة ما قبل الإسلام جاهلية ويسمون جهامة وعبوس وقمع عصور الظلام بنور الإسلام ، يخلقون المنتقم الجبار ويدعونه صباح مساء الرحمن الرحيم ، يسمون البلطجة وقطع الطريق والانحراف الجنسى نبوة ووحى ، يخلقون دين الصحراء ويختارون له علما أخضر ، يصممونه بحيث يكبت ويقتل كل شىء حر طبيعى أو أصيل فى الإنسان ثم يسمونه بدين الفطرة ، يطلقون جراد يثرب الدموى ينهش الأخضر واليابس فى كل العالم ويسمون هذا سماحة الإسلام ، يخلقون أشرس وأبشع مؤسسة دينية فى التاريخ ويقولون الإسلام لا يعرف الكهنوت ، يسمون أجهل الناس ( رجال الدين ، من غيرهم ؟ ) بالعلماء ، يحبسون النساء فى البيوت أو خلف البراقع ويضربونهن وأحيانا يذبحونهن ويقولون هذا تكريم من الله لهن ( وطبعا لم يقولوا لنا ولو لمرة واحدة لماذا اختار الله المرأة ليكرمها وليس الرجل ) ، يسمون مصر أم الدنيا وهى أم الدين ، يطلقون على إسرائيل وصف الدولة الدينية وهى أكثر علمانية مليون مرة من أى بلد عربى ، وهكذا وهكذا إلى ما لا نهاية . إنهم بارعون فى هذا . دائما ما يجدون التسميات العكسية لما هو جوهر الأشياء الحقيقى ، ومن ثم يطلقونها عليها ، والأدهى أن يصموا الآخرين بعد ذلك بالمعايير المزدوجة . واليوم ، ومع الاحترام للجبرتى والطهطاوى وطه حسين ، ولأسباب هى العكس بالضبط من أسبابهم ، يطلقون على عاصمة الظلام والتخلف والبداءة الكونية پاريس ، عاصمة النور !

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

سيدي
ساظل اتذكر هذه العبارة كلما شعرت باليأس من فهم متاهات عقل ( اقصد دماغ) محدثي الاسلامي.
اقصد عبارة:
أنت حين تتعامل مع العقل العربى أو المسلم فأنت تتعامل مع عقل مريض ، تملؤه الوساوس والپارانويا ونزعة تدمير الغير وتدمير الذات ، محدود الأفق وتسيطر عليه الخرافة الدينية بالكامل ، هذا ناهيك عن الجهل بكل ما يجرى حوله فى الدنيا ، وأهم كل الأشياء والتى تسد الطريق على أى أمل فى العلاج : الغباء المطلق !
000000000000000
يكاد يكون كل حوار مع اسلامي او اطروحة له برهانا على هذه المقولة
قبل قليل تصفحت عدد اليوم من جريدة القدس العربي الصادرة بلندن
هذه الجريدة وضعت كخبر رئيسي المضايقة التي يتعرض لها المحرض ابو حمزة المصري في سجنه
والسبب انه لايستطيع الاتصال وتلقي الزيارة الا بوجود مترجم
وتخلص الصحيفة الى الاستدلال على معاداة المسلمين!!!!
هذا الرجل حرض على قتل البريطانيين الذين آووه ومنحوا له ولعائلته اللجوء والطعام والمسكن وحرية التعبير

طبعا الجريدة نفسها تصدر من لندن!!!!
سألتهم كيف كان سيعامل هذا الارهابي لو كان فتحاويا بيد حماس او مسيحيا بيد القاعدة او اي جماعة اسلامية؟

محبة وسلام

نادر الحر يقول...

مرحبا : بالصديق أبن الحرية
*************************
مقال رائع واسلوب جميل...
إن المؤامرة قد حيكت منذ 1400 سنة في دماغ رجل صحراوي شهواني رغب في الملك والسلطة والجاه و المال والتحكم في مصائر الاخرين.. فنفث سمومه في اتباعه الذي نقلوها الي غيرهم ..
فكان التخلف والقتل والعنصرية وانهيار الاخلاق واحتلال الاراضي واغتصاب النساء والاطفال..منذ 1400 سنة حتي اليوم..

تحياتي لك